فقال الله تعالى قاضيا بينهما: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} لم يخلطوا إيمانهم بشرك، {أُولَئِكَ لَهُمُ الأمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}.أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا إسحاق ثنا عيسى بن يونس أنا الأعمش أنا إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: لما نزلت: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} شق ذلك على المسلمين فقالوا: يا رسول الله فأينا لا يظلم نفسه؟ فقال: ليس ذلك، إنما هو الشرك، ألم تسمعوا إلى ما قال لقمان لابنه وهو يعظه: {يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم} [لقمان، 13].قوله عز وجل: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ} حتى خصمهم وغلبهم بالحجة، قال مجاهد: هي قوله: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأمْنُ} وقيل: أراد به الحجاج الذي حاج نمرود على ما سبق في سورة البقرة.{نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ} بالعلم قرأ أهل الكوفة ويعقوب {درجاتٍ} بالتنوين هاهنا وفي سورة يوسف، أي: نرفع درجات من نشاء بالعلم والفهم والفضيلة والعقل، كما رفعنا درجات إبراهيم حتى اهتدى وحاجّ قومه في التوحيد، {إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ}.{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلا هَدَيْنَا} ووفقنا وأرشدنا. {وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ} أي: من قبل إبراهيم، {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ} أي ومن ذرية نوح عليه السلام، ولم يرد من ذرية إبراهيم لأنه ذكر في جملتهم يونس ولوطا ولم يكونا من ذرية إبراهيم {دَاوُدَ} يعني: داود بن أيشا، {وَسُلَيْمَانَ} يعني ابنه، {وَأَيُّوبَ} وهو أيوب بن أموص بن رازح بن روم بن عيص بن إسحاق بن إبراهيم، {وَيُوسُفَ} هو يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام، {وَمُوسَى} وهو موسى بن عمران بن يصهر بن فاهث بن لاوي بن يعقوب. {وَهَارُونَ} هو أخو موسى أكبر منه بسنة، {وَكَذَلِكَ} أي: وكما جزينا إبراهيم على توحيده بأن رفعنا درجته ووهبنا له أولادا أنبياء أتقياء كذلك، {نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} على إحسانهم، وليس ذكرهم على ترتيب أزمانهم.